الاتحاد الدولي يكشف أسرار فشل اللاعبين في ركلات

الاتحاد الدولي يكشف أسرار فشل اللاعبين في ركلات







حيرت الجميع.. وأطاحت بفرق ومنتخبات.. وحجبت الأضواء عن نجوم كبار.. كل ذلك في ثوان معدودة، هي مدة تنفيذ اللاعب لركلة الجزاء.. مع كثرة اجتهادات البعض في تفسير هذه الصعوبة التي يواجهها اللاعب في تنفيذ الضربة، في الوقت الذي قد يحرز فيه هدفاً من على بعد خمسة أضعاف المسافة المقررة للركلة الجزائية.. إلا أنه أخيراً خلص العديد من الأبحاث العلمية العالمية إلى أن ضربات الجزاء التي تسدد عالية بين محيط المرمى, تحقق نسبة نجاح تفوق نظيراتها التي تسدد أرضيا، وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في تقرير مطول نشره عبر موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية " يؤكد الباحثون في جامعة "جون مورز" في ليفربول, أنهم اكتشفوا التركيبة لركلة الجزاء المثالية، واكتشفوا أن 5 أو 6 خطوات تتبعها تسديدة بسرعة 105 كلم/ ساعة, أو أكثر تصيب زاوية 20 أو 30 درجة، كلها أمور ستسفر عن تجاوز الكرة لخط المرمى في نقطة تبعد 50 سم عن العارضة أو أحد القائمين، مما يجعل المهمة مستحيلة أمام الحارس لصدها.

في الوقت الذي أكد فيه تقرير قدمه إحصائيو مؤشر "كاسترول" العالمي لكرة القدم أن 95.4% من ركلات الجزاء التي تنفذ عالية، ستجد طريقها إلى الشباك، في حين أن 71.3 % من الركلات التي تنفذ أرضية تدخل الشباك، وهو التقرير الذي خلص إليه الباحثون بعد دراسات استمرت لمدة عامين.

وقال تقرير "فيفا": "الطريقة التي يحتفل بها اللاعبون عندما يشير فيها الحكم إلى نقطة الجزاء، تدفعك للاعتقاد بأن ركلة الجزاء مهمة شكلية".

وتابع التقرير "نظرياً، يبدو أن تنفيذ ركلة الجزاء سهلاً نسبياً، شرط أن تكون الحسابات الفيزيائية لمنفذها صائبة، ولكن هناك ناحية أخرى من المعادلة لم يتنبه لها الباحثون، وهي العامل الذهني الذي يميز بين الخبراء المتخصصين بالفطرة في تنفيذ ركلات الجزاء, وبين اللاعبين الذين يرتجفون عندما يقتربون من نقطة الجزاء.

وهناك رجل واحد يعلم تماما كيفية تنفيذ ركلات الجزاء تحت الضغط الهائل، وهو المدير الفني الحالي لمنتخب البرازيل دونجا الذي حافظ على رباطة جأشه وسجل في الشباك الإيطالية ليقود بلاده إلى الفوز بكأس العالم 1994، بعدما حسم السيليساو المباراة النهائية بركلات الجزاء الترجيحية، وقال دونجا بهذا الصدد "إن الظرف البدني والعزم الذهني للاعب هما عاملان حيويان لتنفيذ ركلة الجزاء.. يقولون في البرازيل إنها (ركلات الترجيح والجزاء), مهمة للغاية لدرجة أنه لا يجب السماح لأحد بتنفيذها سوى الرئيس".

نماذج مضيئة

ولا يوجد هناك في تاريخ كرة القدم سوى القليل من اللاعبين الذين يتمتعون بهدوء أعصاب اللاعب التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا, لدى تنفيذهم هذه الركلات، ولا تزال عالقة في الأذهان الركلة التي نفذها هذا اللاعب في مرمى ألمانيا الغربية ليمنح بلاده كأس أوروبا 1976، بعد أن كان المنتخب التشيكوسلوفاكي متقدما 3/4 في ركلات الترجيح عندما انبرى لاعب الوسط الذي لم يخفق في أي ركلة جزاء خلال مسيرته بأكملها، للركلة الخامسة لبلاده وغمزها بدهاء داخل الشباك الألمانية بعدما خدع الحارس سيب ماير الذي ذهب في الاتجاه المعاكس.

وفي الوقت الذي اكتسب الثنائي الإنجليزي آلن شيرر وجاري لينيكر سمعة على أنهما من المتخصصين في تنفيذ ركلات الجزاء، فإن ماتيو لو تيسيه كان أفضل من عرفته الملاعب الإنجليزية في هذا المجال، إذ نجح لاعب ساوثمبتون السابق في ترجمة 49 ركلة من أصل 50 محاولة خلال مسيرته بأكملها.

وفي إيطاليا، كان روبرتو باجيو فعالاً بقدر لو تيسيه، إذ سجل 76 مرة من أصل 91 محاولة خلال مسيرة امتدت لـ22 عاماً، وهي أعلى نسبة نجاح في تاريخ الكرة الإيطالية, لكن نجم يوفنتوس السابق قد يستبدل كل النجاحات التي حققها من نقطة الجزاء بركلته الترجيحية القاتلة في نهائي كأس العالم الولايات المتحدة الأمريكية 1994، عندما أطاح بركلة بلاده الأخيرة فوق العارضة ليهدي المنتخب الأمريكي الجنوبي لقبه الرابع.

إخفاقات نجوم

ولم يكن النجم الإيطالي اللاعب الكبير الوحيد الذي يخفق من ركلة الجزاء، ففي ربع النهائي من كأس العالم بالمكسيك 1986 أخفق ثلاثة لاعبين من أساطير اللعبة في محاولاتهم خلال مباراة فرنسا والبرازيل، وكان أولهم ساحر البرازيل الأبيض زيكو الذي فشل في ترجمة ركلة جزاء خلال المباراة، ثم لحق به مواطنه سقراط في المحاولة الأولى للبرازيل خلال ركلات الترجيح، قبل أن يتبعه ميشيل بلاتيني الذي لم يفشل سابقاً في أي من محاولاته، ولكنه أطاح هذه المرة بالركلة الفرنسية الرابعة فوق العارضة. ولكن لحسن حظه، نجح زميله لويس فرنانديز في ترجمة محاولته ليتأهل المنتخب الأزرق إلى ربع النهائي.

ضربات فاشلة

وتضم لائحة الركلات الفاشلة الشهيرة تلك التي سددها ديفيد بيكهام في مدرجات ملعب " شوكرو ساراج أوجلو" خلال مباراة إنجلترا وتركيا في تصفيات كأس أوروبا 2004، كما أنه كانت العاصمة التركية إسطنبول شاهدة على إخفاق شهير أخر وهذه المرة للأوكراني أندري تشيفشنكو الذي فشل في وضع الكرة بعيداً عن متناول الحارس جيرزي دوديك, ما سمح لليفربول بالفوز بدوري أبطال أوروبا 2005 على حساب ميلان بركلات الجزاء الترجيحية.

ويعتبر الأرجنتيني جابرييل هاينتزه من اللاعبين الذين أهدروا ركلات ثمينة عندما سدد محاولته خارج الخشبات الثلاث في نهائي كوبا أميركا 2004 أمام البرازيل. ولكن على الأرجح قد يكون أشهر إخفاق من نقطة الجزاء بالنسبة للمدافعين قد حدث خلال مباراة الكاميرون ومصر في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى ألمانيا 2006، حيث كان المنتخب الكاميروني بحاجة إلى الفوز للتأهل, ولكن التعادل1/1 كان سيد الموقف حتى الوقت بدل الضائع عندما حصل منتخب الكاميرون على ركلة جزاء انبرى لها ظهير أيسر إنتر ميلان بيار وومي, لكن محاولته ارتدت من القائم ما كلّف بلاده غالياً بفشلها في التأهل إلى النهائيات.

تسلم يا أخ أحمد على الموضوع


تقبل مروري