خليل عويضة : أول شهداء الحركة الرياضية فى العدوان على غزة

ارتقى وهو ساجد لله وحيدا في المسجد
خليل عويضة.. أول شهداء الحركة الرياضية في العدوان على غزة


غزة - بوابة فلسطين الرياضية - جهاد أبو قينص
يصادف اليوم الاثنين 28 /12/2009 الذكرى السنوية الأولى لارتقاء الرياضي خليل تيسير عويضة والذي استشهد في مثل هذا اليوم خلال الحرب العدوانية القذرة التي شنتها قوات الاحتلال الغاشمة على شعبنا الأعزل في قطاع غزة.

وارتقى الشهيد عويضة وهو يصلي قيام الليل في الليلة الأولى من الحرب في مسجد الشفاء في مدينة غزة ليلة السابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام الماضي.

وقال شقيق الشهيد احمد عويضة المدير الفني لفرق الناشئين في نادي" خدمات جباليا " إن شقيقه الشهيد خليل لم يألو جهدا في تقديم الدعم باستمرار له وحثه على العمل والعطاء وقد كان متابعا له في كافة الأنشطة الرياضية وكان له دور واضح في دعم فرق الشهداء في مخيم جباليا وبشكل خاص دعم فريق الشهيد محمد عويضة".

وأكد عويضة انه سيسير على خطى شقيقه وحفظ سيرته العطرة والاستمرار في دعم وقيادة فرق الناشئين بالنادي وتطوير لعبة كرة القدم والاهتمام بها, لافتا إلى أن هذه الجهود المباركة أثمرت عن نتائج ايجابية على مستوى النادي وفرق الناشئين وحصوله على بطولة مراكز الخدمات التي أقيمت قبل عامين وكذلك وصيف بطولة المرحوم هاني الشوا والفوز بلقب بطولة اتحاد مراكز الخدمات مؤخرا .

قصة الاستشهاد

في اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أصيب سمير شقيق خليل تيسير عويضة، فمكث إلى جواره يرافقه في مستشفى الشفاء بغزة، مرت ساعات النهار ثقيلة على قلب خليل حتى اطمأن أن شقيقه في حالة تحسن وخلد للنوم.

ومع إشارة عقارب الساعة للثانية عشر من منتصف ليل الثامن والعشرين من ديسمبر أراد أن يصلي فلم يجد في الغرفة سجادة للصلاة، أشار عليه أحد المرضى أن يذهب للصلاة في المسجد المقابل للمستشفى، فأسرع إلى هناك يحمل مع بضع زجاجات فارغة ليملأها للأهالي الذين رافقوا أبناءهم في المستشفى، وبينما هو يصلي قصفت الطائرات الإسرائيلية المسجد، ودفن خليل تحت ركامه حتى الساعة الرابعة فجراً حين عثرت عليه فرق الإنقاذ.

كان وقع خبر استشهاده على أمه قاسياً جداً، بكت عيناها وأنَّ قلبها وصمت لسانها عن الكلام حزنا على فراقه، وتتزاحم ذكرياتها التي لا تنتهي معه، فتذكره يرخي رأسه على صدرها يحاكيها ويبث لها همومه ويسمع نصائحها ويؤنس وحدتها أيضاً، وكلما طلبت إليه أن يعود لبيته رفض حتى تغفو ويطمئن على حالها.

كانت آخر لحظاتها معه حوار الصبر على البلاء، فقد جاء لها بكتاب يتحدث عن الصبر عند البلاء، وكيف للمؤمن أن يستعين به ليهون عليه مصابه، تقول:"يومها سألته عن سبب مجيئه لي بهذا الكتاب"، فما جاوبها، تقول أنه أراد أن يواسيها في فقدانها لشقيقه غريقاً في البحر قبل سنوات قليلة، وكأنه أحس أن الفراق الآتي سيكون أصعب على قلبها وجوارحها.

ربما لو كان لقطع الأثاث في بيته وبيوت أشقائه والتي صنعها خليل بيديه أن تنطق، لحكت عن ألم من أحاطوا به لفراق ذلك النجار الماهر والذي تسبب الحصار في توقفه عن المهنة نظرا لمنع الاحتلال لدخول المواد الخام، وحال المواطنين الغزيين الذين ألقى الحصار بظلاله الثقيلة على أوضاعهم الاقتصادية، حتى أن أمه طلبت من والده أن ببيع الآلات التي كان يستخدمها في عمله لسداد ديون تراكمت عليه خلال العامين الماضيين بسبب أوضاع الحصار، فيرتاح في قبره.

حسرة أمه وألمها على فراقه لم يماثلها سوى ستة أطفال له تركهم خلفه أيتاما، فافتقادهم له لا يعدله شعور أحسوه قبل ذلك، فيفتقدون رحلاته الترفيهية في المواسم والأعياد وكلما مكنته أحواله المادية من ذلك، تقول والدته: "كان يعشق أبناءه ولا يفرق بين أحد منهم أبداً.. يدللهم ويلاعبهم ويحنو عليهم كثيراً".

رحل خليل حاملا معه أحلامه البسيطة والتي لا تتعدى أن يضمن لأبنائه حياة كريمة، وتركهم أيتاما بدون مصدر رزق يضمن لهم تلك الحياة